في مدرستنا يعيش ديناصور


 في مدرستنا يعيش ديناصور

ديناصور رياضي ورشيق، 

دائم الجري والقفز.

دائما ما كان يؤانسنا في حصص الكمبيوتر الطويلة.

يستمع معنا الى تشكيات أستاذنا المتواصلة، حول قدم الحواسيب، وعدم توفر الانترنت وبطاقات الميكروبيت، وحول أهمية اكتساب مهارات القرن الواحد والعشرين.

كان قلبه ينفطر ألما كلما نظرنا إليه متهكمين من شكله، تلسعه كلماتنا ونحن نصفه بالعجوز صابين كل غضبنا عليه، وكأنه هو من كان السبب في عدم لحاقنا بركب القرن الواحد والعشرين.

وكان يتألم شديد الألم حين كنا نتعمد إلحاق الضرر به، مرتطمين به على الأشجار، جاعلين منه لقمة صائغة للطيور الناعقة.

كان ديناصورا طيبا، مرهف الاحساس، لا يتحمل الاهانة، ولا يقبل أن يكون محل تندر.

كان يقضي كل ليلة، بعد أن ينتهي الدرس، جالسا تحت إحدى تلك الأشجار، يلتقط أنفاسه، بعد ماراطون من الجري والقفز، ويفكر كيف يغير حاله، وكيف يتحول من مجرد ديناصور صغير، قابع في غياهب نظام وينداوس اكس بي، مسجونا في شاشة CRT, لا حول له ولا قوة، إلى ديناصور ذو هيبة يهابه الجميع ويعمل له ألف حساب... 


حتى أتى يوم، فتحنا فيه الحاسوب كعادتنا، فاتحين متصفح الواب، ليعترضنا الديناصور في صورة غير ذات الصورة التي عهدناه عليها... 

لقد قام بتحيين ذاتي لنفسه، ولكل اللعبة.

توجه إلينا بالقول

كفوا عن أذيتي، فلست أنا سبب تخلفكم.

كونوا ايجابيين، 

وكفوا أنتم وأستاذكم عن التذمر وابحثوا عن حلول واقعية. 

دهش جميعنا من كلماته، 

وسألناه وأي حل نجده، وقد طرقنا جميع الأبواب، ولم نلق غير التسويف. 

فرد علينا

انظروا إلى العالم الذي أعيش، كل ما فيه مرسوم بالبكسل، لكنني ورغم ذلك استطعت تحيبنه، وأضفت اليه بعض الحوافز التي تجعلني أتحمس لقضاء حصة درس معكم، مهرولا قافزا. 

سكت الديناصور لبرهة ثم استطرد. 

لنعقد اتفاقا. 

وأي اتفاق، سألناه

سأعزز واقعكم بما أجنيه من حواسيب وبطاقات ميكروبيت وحزم انترنت، على أن تحترموا واقعي الافتراضي المبكسل، وترسموني على أوراق عالمكم، وترووا عني للناس. 

اجعلوا مني أيقونة، تتحررون من خلالي، وأتحرر من خلالكم... 


وهكذا بدأنا عهدا جديدا

عهد الديناصور...

كنا كل حصة نرسم له لوحة بيكسالية، ونلونه بشتى الألوان، ألوانا لا توجد في عالمه الافتراضي، 

وكان هو عند وعده لنا، كان يقفز ويجمع ما ينقص مدرستنا، بكل حب وتفان. 

وكان أستاذنا يتحدث عنه وعن خصاله في كل شبكات التواصل، ناشرا التحيين آملا أن تتحقق الأماني على يد الديناصور المتفاني... 

نرجو منكم أن تلعبوا تحيين لعبة الديناصور، لكي يفي بوعده ويجمع لنا حواسيب جديدة، وحزم انترنت، بطاقات الميكروبيت

ساعدوا ديناصورنا، فربما احتاج ديناصوركم يوما للمساعدة...

https://scratch.mit.edu/projects/461428693

Commentaires